vendredi 12 octobre 2018

كشف حقيقة اختفاء خاشقجي

                                       اختفاء خاشقجي

 

انشغلت الأوساط العربية والاعلامية والنشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي طوال الساعات الماضية في تحليل عملية الاختطاف التي تعرض لها الصحافي والكاتب السعودي الأشهر جمال خاشقجي فور دخوله الى القنصلية السعودية في اسطنبول.

وكان خاشقجي قد دخل الى مبنى القنصلية السعودية في اسطنبول يوم الثلاثاء 02-10-2018 الساعة الواحدة ظهراً، حيث طلبوا من خطيبته غير السعودية الخروج واقتادوه وحيداً الى الداخل، ليتبين بعد أن انتهى دوام القنصلية أن الرجل تعرض لعملية اختطاف مدبرة.

وبحسب المعلومات التي كان موقع “أسرار عربية” أول من نشرها فان خاشقجي كان قبل نحو أسبوع من الواقعة قد زار القنصلية من أجل إتمام بعض المعاملات الشخصية الخاصة به، لكنهم طلبوا منه العودة الى استكمالها يوم الثلاثاء، وهو ما حدث بالفعل، ما يؤكد وجود خطة مدبرة سلفاً لاختطافه الثلاثاء.

واستطاع موقع “أسرار عربية” أن ينتهي الى ثلاث سيناريوهات محتملة تتعلق بعملية اختطاف جمال خاشقجي، وهي سيناريوهات تعتمد على التحليل وعلى بعض المعلومات المسربة التي لا يستطيع الموقع الجزم بصحتها بطبيعة الحال، خاصة وأن أجهزة الأمن التركية لم تنشر روايتها الرسمية ولا نتائج تحقيقاتها في الواقعة حتى الان.

وفيما يلي السيناريوهات الثلاثة:

أولاً: أن يكون خاشقجي قد وقع في فخ تم تدبيره بإحكام، حيث فور دخوله الى القنصلية تم تخديره ونقله بطائرة خاصة الى الرياض، وخلال مدة الأسبوع التي طلبها موظفو السفارة منه، كانوا قد أعدوا كافة الأوراق اللازمة لإخراجه من تركيا، وفي هذه الحالة فمن المرجح أن يكون قد تم تسفيره بطائرة خاصة وجواز سفر مزور، وربما جواز دبلوماسي، على أنه مواطن سعودي تعرض لوعكة صحية مفاجئة ما اقتضى نقله فورا الى بلده لتلقي العلاج اللازم، وهذا يعني بالضرورة أنه وصل الى الرياض قبل أن يتسرب خبر اختطافه أصلاً، إذ أن المسافة من اسطنبول الى الرياض بالطائرة لا تحتاج أكثر من ساعتين، كما ان المسافة من القنصلية الى المطار مع إتمام إجراءات المغادرة لا تحتاج لأكثر من ساعتين أخريين أيضاً، ما يعني في النهاية أن العملية بالكامل استغرقت أربع ساعات فقط.

ثانياً: أن يكون خاشقجي قد تم احتجازه داخل القنصلية، وأن يكون المسؤولون السعوديون قد طلبوا منه العودة لاستكمال الورق بعد أسبوع من أجل أن يأتي ضباط أمن كبار للتحقيق معه. وهذا يعني بالضرورة أن الرجل يتعرض للضرب والتعذيب وانتزاع الاعترافات داخل السفارة، ومن ثم سيتم إخلاء سبيله، وذلك حتى تتجنب السعودية الدخول في أزمة سياسية ودبلوماسية عميقة مع أنقرة التي هي عضو في حلف الناتو، والتي تشكل قوة إقليمية لا يُستهان بها. حيث أن الاختطاف يُمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة التركية.

ثالثاً: ثمة احتمال أن يكون السعوديون قد فشلوا في تنفيذ خطة الاختطاف، وذلك على الرغم من وجود باع طويل لهم في هذا المجال، لكنها المرة الأولى لهم في تركيا، ونتيجة للفشل فقد تم احتجاز الرجل داخل السفارة، وبدأت مفاوضات على أعلى مستوى بين الرياض وأنقرة من أجل أن توافق تركيا على تسليمه. وبطبيعة الحال فان أجهزة الأمن التركية تقول إن الاعتقاد لديها هو أن خاشقجي لا يزال داخل قنصلية بلاده في اسطنبول. وهذا السيناريو -إذا صح- يُفسر سر صمت السلطات التركية منذ مساء الثلاثاء حتى ظهر الأربعاء -ساعة إعداد هذا التقرير- وربما يستمر صمتها لمدة أطول، وبحسب ما سينتج عن المفاوضات. خاصة وأن إخلاء سبيل خاشقجي سيؤكد بأن الرياض فشلت في مهمة أمنية أرادت القيام بها.

مواضيع ذات صلة

كشف حقيقة اختفاء خاشقجي
4/ 5
Oleh

إشترك بنشرة المواضيع

.اشترك وكن أول من يعرف بمستجدات المواضيع المطروحة